الثلاثاء، 23 أبريل 2019

خط الزبور الرقمي

خط الزبور الرقمي
بالرغم من المنشأ المشترك والمتزامن للمسند والزبور، فخط الزبور لا يقل اهمية عن خط المسند ، فكل منهما شكل نمطا من الكتابة له اغراضه ، إلا أن الزبور اخذ يتطور بسرعة الى خط بحروف مستقلة عن المسند من حيث الهيئة بسبب الحاجة الى الكتابة بحرية وسرعة وانسيابية تحت تأثير تعاضم المعاملات والدوافع اليومية والكتابة بمواد وادوات سهلة المنال بعيدا عن النقش المكلف ذي القوالب على الاحجار المهندمة وصخور الجبال والنفائس المعدنية التي تكتب بالمسند. مثل خط الزبور البانوراما المقابلة لخط المسند من قصة صناع الحضارة لممالك جنوب الجزيرة العربية، فقد كتبت به حضرموت ومعين وسبأ وقتبان وحمير.
وللمسند والزبور رسوخ في ذاكرة العرب ، كما ألمح إليه رجل من كندة ، يمن على قريش بتعلمها خط الجزم من بشر بن عبد الملك أخو أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل بقوله :
لا تجحــدوا نعماء بشــر عليكــم    فقد كان ميمون النقيـــة أزهـــــــرا
أتاكم بخط الجزم حتى حفظتمــو   من المال ما قد كان شتى مبعثـــــرا
وأتقنتمو ما كان بالمـال مهمــــلا   وطمانتمو ما كان منــــه منضــــرا
فأجريتمــوا الأقـلام عـودا وبـدأة   وضاهيتمو كتّاب كسـرى وقيصــــرا
وأغنيتموا عن مسند الحي حمير   وما زبرت في الصحف أقيال حميرا
مر خط الزبور بمراحل تطور عديدة، بدأ متشابها مع المسند من حيث الاستقامة العمودية، ووصل الى الانسيابية والاستقلالية التامة عنه.
وخط الزبور الرقمي المصمم حديثا من قبلنا اخذ اشكال حروف الزبور من حيث وقف في مرحلته الاخيرة ، فلا يستقيم ان نضع خطا للاستخدام العام وفيه ثمانية اشكال لكل حرف لتاريخيته التي عبرها منذ القرن التاسع قبل الميلاد وحتى اوائل القرن السابع الميلادي (مع امكانية ذلك) ، واللافت في المرحلة الاخيرة انتفاء الحاجة التدوينية لحرف سامخ ودمجه مع السين وحرف الضاء ودمجه مع الضاد. الخط الرقمي مكون من قلمين زبور عريض و زبور عادي.
قريبا سيكون خط الزبور مجانا بمتناول الجميع من اكاديميين وباحثين ودارسين ومهتمين ومصممين وطباعيين واصحاب مشاريع مختلفة لنستأنف دورنا ونرفع القبعات لاجدادنا.
#سلطان_المقطري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق