السبت، 5 فبراير 2022

خط المسند، آفاق جديدة من التطوير - (2) القلم الأول للجزيرة العربية

 #خط_المسند، آفاق جديدة من التطوير:

(2) القلم الأول للجزيرة العربية
يتكون المسند من تسعة وعشرون حرفًا متناسقًا، كان مستخدمًا في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية من أواخر الألف الثاني قبل الميلاد حتى أواخر القرن السادس الميلادي، قبل وصول الإسلام" [1].
وكان خط المسند موضع اهتمام الباحثين في الآثار والتاريخ والعلوم اللغوية، ومحل شغف المهتمين والمتلقين على حد سواء. ومازال عنوانًا يتصدر دراسات وبحوث كثيرة.
أُستُخدِم المسند كخط توثيقي في الغالب، ويستدل من النقوش المتوفرة أنه "كان قلم جزيرة العرب الرئيس" [2]، ومنشأهُ حيثُ سادت مملكات معين وسبأ وحضرموت وقتبان وحمير (اليمن حديثا) معبرًا عن لسانها ومدونا لمعاركها وغزواتها ومصاحبا لانتشار تجارتها، ومصورا لثقافاتها العقلية والتقنية وطقوسها الدينية، ومعززا لنفوذها الجغرافي، ومحصنا لنبوغها العمراني والزراعي، وشاهرا لدورها المتمدن في محيط غلبت عليه صفات التبدي.
استعان عرب شمال ووسط الجزيرة العربية بالمسند، في الكتابات الثمودية والصفوية واللحيانية التي تطورت في النهاية بحروف مستقلة قبل إدخال المزيد من التغييرات الخاصة بها. وقد ساد "اعتقاد عدة شخصيات اسلامية مهمة ان الجزم مشتق من المسند. من بين هؤلاء ابن خلدون والقلقشندي. فقد ذهب كلاهما الى ان الجزم عُرف اولا في اليمن باسم “الخط الحميري” قبل انتقاله الى الحيرة والانبار في العراق ومن ثم الى مكة"[3].
ومع "توسع السبأيين غربًا وهجرة قبائل عربية الى الساحل الافريقي من البحر الأحمر ومنها قبيلة حبشت والأجاعز نقلت ثقافة المسند مثل ما نُقلت الطقوس الدينية واستخدام المحراث واستئناس بعض الحيوانات وتطويع الحديد واستخدام الحجارة في البناء"[4]. ونشأت الكتابة الجعزية في الحبشة، والتي افضت، في الوقت المناسب وتحت التأثيرات الخارجية المختلفة، الى ظهور الكتابة الأمهرية. فأشكال حروف من الكتابة الإثيوبية الحديثة تكشف عن التشابه اللافت بينها وبين الحروف العربية الجنوبية.
لا يتوفر وصف للصورة.
Noha Sultan، Abdurahman Taha و٥٨ شخصًا آخر
٤ تعليقات
١٨ مشاركة
أعجبني
تعليق
مشاركة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق